وجّه حسن نصر الله، الأمين العام لميليشيات “حزب الله” اللبناني، صفعة جديدة، إلى نظام بشار الأسد، بعدما صرح بأن إيران هي التي حمت نظام حافظ الأسد، والد بشار، من اجتياح إسرائيلي مزعوم، أول ثمانينيات القرن الماضي، في مفاجأة تتناقض، مع أدبيات نظام الأسد الذي يدعي بالمقابل، تقديمه هو، الدعم العسكري لإيران، في تلك الآونة، وبعدها.
في التفاصيل، تسبب حسن نصر الله، بإهانة جديدة إلى حليفه السابق، والد رئيس النظام السوري بشار الأسد، عندما قال، في كلمة له بمناسبة مرور عام، على مقتل اللواء قاسم سليماني، بغارة أميركية في منطقة مطار بغداد، في الثالث من يناير عام 2020، إن الخميني أرسل قوات من الحرس الثوري إلى دمشق بعد تهديدات إسرائيلية باجتياحها، إثر اجتياح القوات الإسرائيلية للبنان، عام 1982.
الحرس الثوري لحماية الأسد الأب من “اجتياح” إسرائيلي
وفي حين أن الرواية السورية، من طرف النظام السوري السابق والحالي، تتحدث عن دعم عسكري واستخباراتي ولوجيستي، من حافظ الأسد، لنظام طهران الخمينية، إبان حربها مع العراق، قالت رواية حسن نصر الله المصنّف إرهابيا، هو وميليشياته، على مستوى عربي وإقليمي ودولي، والمتورط مع نظام الأسد بسفك دماء سوريين، إن إسرائيل التي “اجتاحت لبنان، وفي تهديد أن يكمل ويستهدف أيضا دمشق، وكانت إيران مشغولة بالحرب مع صدام حسين، ومع ذلك، الخميني لم يترك لبنان ولم يترك سوريا”.
وأردف نصر الله، في خطابه المذكور بأن الخميني، أرسل ما وصفه بوفد رفيع من القادة العسكريين من الحرس الثوري الإيراني، الى دمشق، والتقوا المسؤولين “الإيرانيين” الأخيرة قالها نصر الله، بالخطأ قاصدا المسؤولين السوريين.
حافظ الأسد
تجاهل دور السوفييت!
وفي ما ينسف رواية النظام السوري السابق، بعهد الرئيس حافظ، والد بشار الأسد، فإن نصر الله يتوجه بطعنة جديدة، إلى ذلك النظام، بالقول إن الخميني أرسل “أيضاً، قوات” إلا أنه “تبيّن أن الزحف الإسرائيلي، توقف عند الحدود، في منطقة البقاع الغربي، وسوريا لن تكون موضوع اجتياح!” إسرائيلي.
وتجاهل، زعيم ميليشيات حزب الله، عن قصد، دور الاتحاد السوفييتي الأوحد، في ذلك الوقت، بتنظيم الصراع ما بين تل أبيب ودمشق، خاصة في ظل عجز إيران العسكري في حربها مع صدام حسين.
الخميني
قاسم سليماني أقنع بوتين بحماية الأسد الابن عسكريا!
وأكد نصر الله، أن قوات الحرس الثوري التي كان أرسلها الخميني لمنع سقوط دمشق وحاكم دمشق، أمام اجتياح إسرائيلي مزعوم، بقي بعض منها، في لبنان، لتدريب عناصر الحزب.
إهانات نصر الله، والتي يفسرها مراقبون، بأنها تأتي بشكل متلاحق هذه الفترة، بسبب توسع الانتقادات الحادة ضد إيران ومن داخل نظام الأسد الذي تعزله إيران في كل مرة بتصريحات من حسن نصر الله وتصوّره متعطشاً محطماً، لأبسط بندقية إيرانية تحميه، وفي مناطق سيطرته، جاءت، أولاً، في لقاء تلفزيوني، أجراه نصر الله الأسبوع الماضي، عندما قال إن قاسم سليماني، هو الذي أقنع الرئيس الروسي بوتين، بالتدخل العسكري في سوريا، عام 2015، لحماية الأسد ونظامه ومؤسساته من السقوط.
قاسم سليماني
طعنات كثيرة
وحملت رواية نصر الله بحماية إيران للأسد نفسه، الكثير من “الطعنات” له، فقد قال إن الرئيس الروسي كان “مترددا” باتخاذ قرار التدخل لحمايته، وإنه كان قلقا من إمكانية فشل تلك الخطوة، بحسب نصر الله الذي أضاف أنه، وفي تلك الأثناء، حدث “تنسيق إيراني-روسي” من أجل ترتيب زيارة سليماني إلى موسكو الذي “التقى بوتين مدة ساعتين” كذا، ولا وجود مطلقا لنظام الأسد، سياسيا، أو أمنيا، أو عسكريا، بحسب قصة نصر الله.
وكشف نصر الله، فاضحاً نظام الأسد، بأن قاسم سليماني قام لدى لقائه ببوتين “بوضع الخرائط على الطاولة” أمام الرئيس الروسي، وكشف له مناطق توزع القوات الحليفة للأسد، وقوات معارضيه، ثم قام بتقديم “قراءة استراتيجية” لبوتين، حول سوريا والمحيط الإقليمي، والنتائج المتوقعة”. فقال بوتين، لسليماني، وبحسب قصة نصر الله: “أنا اقتنعتُ” بالتدخل العسكري في سوريا.
“Esploratore. Appassionato di bacon. Social mediaholic. Introverso. Gamer. Studente esasperatamente umile.”